تازة في 01/02/2012
النهج الديموقراطي
اللجنة المحلية
تــازة
ويستمر النظام المخزني في الاستجابة لمطالب الجماهير الشعبية عبر خيار القمع والاعتقال والتنكيل....
في ظل تنامي الحركات الاحتجاجية التي تعرفها الكثير من الأحياء الشعبية (حي الكوشة، المدينة القديمة، المستقبل، الرشاد، حي المسيرة 1 و2 وحي القدس 1و2و3.) في سبيل تخفيض أسعار فواتير الماء والكهرباء وتوفير العيش الكريم، والتي أطلقت دينامية نضالية ارتفعت وتيرة إيقاعها منذ انتفاضة حي الكوشة يوم الأربعاء 04/01/2012. في ظل وضع كهذا، وبدل العمل على التعجيل بمعالجة مختلف الملفات العالقة بالإقليم، وفي طليعتها ملف حي الكوشة، لجأت أجهزة النظام المخزني، ومن جديد، إلى اعتماد خيار المقاربة القمعية. وهكذا، وبعد فرض حصار أمني عن طريق الإنزال الكثيف لقوات القمع بمختلف تلاوينها، في أكثر من موقع بالمدينة، وعلى إثر تظاهرة نظمت بحي الكعدة احتجاجا على فشل المنتخب المغربي لكرة القدم في تخطي الدور الأول من نهائيات كأس إفريقيا للأمم، تم اعتقال خمسة مواطنين يوم الجمعة 27/01/2012، كما طال الاعتقال ستة مواطنين آخرين صباح يوم الثلاثاء 31/01/2012 على خلفية أحداث الأربعاء الأسود، الأمر الذي أدى إلى تأجيج الوضع بالمدينة، حيث نظمت مجموعة من التظاهرات، ابتداء من عشية يوم الثلاثاء، ردد خلالها المتظاهرون شعارات تندد بسياسة تدبير الشأن المحلي والإقليمي بإقليم تازة، كما طالبت بإطلاق السراح الفوري للمعتقلين. وفي يوم الأربعاء، وابتداء من حوالي الساعة التاسعة صباحا، نظم المتظاهرون مجموعة من الوقفات الاحتجاجية أمام كل من المحكمة الابتدائية ومحكمة الاستئناف والسجن المدني بتازة... لتندلع المواجهات الدامية بين ساكنة حي الكوشة وقوى القمع المخزني، استعملت خلالها القنابل المسيلة للدموع، مما أسفر عن إصابات متفاوتة الخطورة في حق ما ينيف عن مائة مواطن ومواطنة.
إن اللجنة المحلية للنهج الديمقراطي في اجتماعها الاستثنائي المنعقد بتاريخ 01/02/2012، وهي تعبر عن تضامنها المطلق واللامشروط مع كل ضحايا يوم الأربعاء الأسود، تعلن للرأي العام المحلي والوطني ما يلي:
1. تجديد تأكيدها على أن انتفاضة ساكنة تازة هي نتيجة حتمية للسياسات اللاوطنية واللاديموقراطية واللاشعبية التي ينهجها النظام المخزني في كافة الميادين، والتي لا يمكن أن تفضي إلا إلى المزيد من التفقير والتهميش والاحتقان على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، مع ما يترتب عن ذلك من استفحال ظاهرة البطالة وتفشي مختلف الأمراض الاجتماعية...
2. إدانتها الشديدة للمجزرة الرهيبة التي ارتكبتها قوى القمع المخزنية في حق ساكنة حي الكوشة والقدس والمسيرة عبر مداهمة البيوت والتنكيل بكل المواطنين المتواجدين بهذه الأحياء دون تمييز، كما تدين عسكرة المدينة والقمع الهمجي الممنهج والمسلط على مختلف الحركات الاحتجاجية بالإقليم وباقي مناطق المغرب، وتطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وإبطال كل المتابعات القضائية.
3. تضامنها المطلق مع كل ضحايا القمع والتنكيل المخزني، وكافة مناضلات ومناضلي الحركة الطلابية وحركة المعطلين والمناضلين النقابيين والعمال والعاملات في مختلف مواقع النضال وكافة الحركات الاحتجاجية في المدن والبوادي، ومطالبتها بتفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب في الجرائم السياسية والاقتصادية....
4. تحميل كامل المسؤولية لعامل الإقليم والسلطات المحلية في ما قد ترتب وسيترتب من مخاطر وانزلاقات في حالة ما إذا لم يتم تدارك الوضع، ويتم، تبعا لذلك، التخلي عن اعتماد المقاربة القمعية والإسراع في الاستجابة الفورية لمطالب الساكنة وخاصة فيما يتعلق بملف الماء والكهرباء والشغل، وكذا العمل على إرساء تنمية حقيقية عن طريق رفع التهميش عن ساكنة حي التقدم وباقي الأحياء الشعبية وسكان البوادي من خلال إعداد البنيات التحتية الضرورية...
5. اعتزازها القوي بمختلف النضالات البطولية التي تخوضها الجماهير الشعبية بتازة من أجل مطالبها العادلة والمشروعة، وفي هذا السياق تحيي عاليا الروح النضالية التي تتحلى بها الساكنة في سبيل إقرار هذه المطالب.
6. تجديد دعوتها للجماهير الشعبية إلى المشاركة المكثفة في مختلف صيغ النضال التي تخوضها الحركات الاحتجاجية ومن ضمنها حركة 20 فبراير التواقة للحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية.
وفي الأخير تهيب بكل القوى الحية والمناضلة، على المستوى المحلي، الانخراط بشكل قوي وموحد في مختلف النضالات التي تخوضها الجماهير الشعبية بتازة، والتي تصب في اتجاه القضاء على مختلف مظاهر الفقر والبؤس والتهميش الذي يعاني منه الإقليم.
لن يكلفنا النضال أكثر مما يكلفنا الصمت.
عاشت نضالات الجماهير الشعبية المكافحة
اللجنة المحلية