الجمعية المغربية لحقوق الانسان - فرع الحسيمة
بلاغ بشأن أحداث بني بوعياش /الحسيمة
باغتت القوات الأمنية حوالي الساعة الواحدة ليلا من يوم 08/03/2012 مدينة بني بوعياش وسكانها وأغلبيتهم كانوا نياما فاقتحمت حرمة منازلهم مختلف قوات القمع: السيمي ، الدرك وفرق التدخل السريع والقوات المساعدة وعدد كبير من الأمن السري وعناصر من مراقبة التراب الوطني dst معززين ببعض البلطجية الذين كانوا يدلون هذه القوات على بعض المواقع المستهدفة حيث داهمت حرمة المنازل وخلقت جوا من الرعب وسط السكان علت بعد ذلك صياح الأطفال والنساء الذي كان يسمع من بعيد ،هذه الوضعية جعلت العديد من العائلات تهرع إلى الشوارع والجبال فيما نشبت مواجهات عنيفة مع المواطنين والسكان الذين كانوا يقيمون معتصما بكل من الباشوية والمكتب الوطني للكهرباء ..أسفرت هذه العمليات عن حدوث جروح متفاوتة الخطورة في صفوف المواطنين لم يسلم منها المارة وأصحاب سيارات الأجرة والقاصرين تلتها حملة تعنيف عشوائية ومداهمات واعتقالات بالجملة قبل أن تفرض سيطرة كاملة على مداخل المدينة من قبل قوى قمعية مدججة بمختلف الآليات ومعززة بعدد ضخم من أفراد الأمن فيما استمرت المواجهات في محيط المدينة دون توقف إلى حدود الساعة الثامنة ليلا من يوم 08/03/2012 .
إن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالحسيمة يعبر عن عميق انشغاله بالتطورات المتسارعة للأحداث في هذه المنطقة نجم عنها انتهاك صارخ لحقوق الإنسان ولاسيما في حق الأطفال والنساء في يوم له قدسيته ومهابته الحقوقية الكونية لكونه يتزامن مع اليوم العالمي للمرأة 8 مارس وهذا يدل على أن الطبع القمعي الثابت للسلطة يغلب التطبع ومحاولة إخفاء هذه الحقيقة ببعض الأقنعة سرعانما تتكشف في زحمة الصراعات الميدانية كلما وضعت مواقفها أمام امتحان حقيقي لمدى احترامها لحقوق الإنسان ، لذلك فقد عاين مكتب الفرع مساء يوم 08/03/2012 والذي انتقل إلى عين المكان وشاهد عمليات التعنيف للقاصرين والمواطنين العاديين وأصحاب سيارات الأجرة كما عاين وجود حضر تجول شامل للمدينة المحاصرة بعسكرة لمختلف مداخلها ومخارجها كما لاحظ المكتب وجود حالة من الهيستيريا على محيا رجال الأمن ..
وتروي بعض الشهادات لمواطنين كانوا في عين المكان أثناء المداهمة للمدينة أن العديد من المقاهي تعرضت للتخريب كما تعرضت بعض المحلات التجارية للنهب والسرقة كما أن العديد من الجرحى المصابين إصابات خطيرة لم يتمكنوا من الحصول على الإسعافات خوفا على اعتقالهم وتروي ذات الشهادات أن رجال الأمن استعملوا تعابير نابية في مواجهة المواطنين دون ذكر لأساليب أخرى لم يتسن للفرع التأكد من صحتها وسيعمل قصارى جهده للبت في صحتها ، ويتخوف أن تكون هذه العملية القمعية المبالغ فيها قد استشعرت الساكنة مرة أخرى بجراح ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي كانت هذه البلدة مسرحا لها خلال سنوات الرصاص .
ولابد من طرح السؤال على الجهات التي مكثت تتفرج على احتقان اجتماعي ظل يتعاظم يوما بعد آخر دون أن تحرك ساكنا للاستجابة للمطالب المشروعة للساكنة مما يقوي الشكوك بكونها كانت تتحين الفرص للبحث عن مسوغ سياسي وربما ديني حتى لسحق حركة شعبية بعد أن عجزت على تشويهها وتحريفها بشكل يعمل على خلق شنآن بين المواطنين وتأليب بعضهم على بعض بشكل ينوب عنها ويعفيها من أي تدخل قمعي، ولم لا يكون هذا مدخلا لتيسير الطريق أمام قوى تتهيأ للاكتساح ومصائب قوم عن قوم فوائد !.
إن فرع الجمعية لا يسعه إلا أن يسجل ما يلي :
1. إدانته الشديدة للقمع الشرس الذي تعرض له المواطنون والمواطنات بأيت بوعياش ويعبر عن تعاطفه مع كل الضحايا ويدعو إلى إطلاق سراح كافة المعتقلين ،
2. يطالب بإيفاد لجنة للتحقيق تساهم فيها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان للإطلاع على حقيقة الأوضاع وما جرى وكيف جرى بهذه المنطقة من قمع وتنكيل بالسكان وإلحاق أضرار جسيمة بمصالحهم وممتلكاتهم ،
3. نطالب السلطات بتوقيف عمليات المداهمات والمتابعات البوليسية للمواطنين واستبعاد الأساليب البوليسية في معالجة الأزمات الاجتماعية المتفجرة.
4. يدعو كافة الإطارات الحقوقية والديمقراطية والنقابية على الوقوف بجانب سكان بني بوعياش حتى يتمكنوا من استعادة أمنهم وطمأنينتهم ولن يتاتى ذلك في ظل العسكرة والتطويق المطبق على المنطقة حاليا والتي ستزيد الأمور تعقيدا في حال استمرارها .
5. نحمل المسؤولية كاملة للسلطات العمومية في جر المنطقة إلى مستنقع القمع الأعمى وهذا دليل على فشلهم الذريع في معالجة الأزمات .