من قال إن تازة لم تعد تشبه غزة؟ !
منذ نحو شهر والأحياء الشعبية بمدية تازة تعرف احتقانا غير مسبوق، كان من نتائجه تدخل الأمن بقوة لقمع تظاهرة للمواطنين خرجوا للاحتجاج ضد ارتفاع فواتير الكهرباء.
شهادة العديد من النساء التي تناقلتها المواقع الاجتماعية تدل على مستوى العنف الذي جوبهت به النساء والذي وصل إلى حد إهانتهن واحتقارهن وتهديدهن بالاغتصاب. كما أن الصور والفيديوهات التي صورها ناشطون بين مستوى الوحشية التي عاملت بها قوات الأمن المتظاهرين، والانتقام الذي تعرضت له الأسر الفقيرة التي كسرت أبواب بيوتها وتم العبث بأثاثها المتواضع... وما نقل على لسان شهود عيان من داخل الأحياء التي عاشت العنف والقمع يظهر أن نفس العقلية القمعية ما زالت هي نفسها التي تحكم منطق بعض رجال السلطة. فما معنى أن يقول عامل يمثل الملك، للرد على مطالب سكان الأحياء الشعبية بحقهم في العمل: "إلى كنتو صحراوة نخدموكم ! ". أولا، إن في مثل هذا الكلام احتقار لسكان تازة، وتمييز اثني غير مقبول بين جهات المغرب. وثانيا، فيه افتراء كبير على سكان الصحراء، وكأن كل هؤلاء يحصلون على العمل بمجرد حملهم للانتماء الصحراوي، فلماذا لجأ إذن سكان العيون إلى نصب خيام احتجاجهم في مخيم "إكديم إزيك"؟ وثالثا، وهذا هو الأخطر، فمنطق العامل يقول لسكان تازة، وعبرهم لكل سكان المناطق المغربية، إذا أردتم أن تستجيب الدولة لمطالبكم، فعليكم أن ترفعوا سقفها، أي أن تطالبوا بالاستقلال حتى تخضع الدولة لابتزازكم !
أحداث تازة هي أول اختبار لحكومة عبد الإله بنكيران،، الذي نقل عنه يوم تعيينه بأنه سيتوجه إلى المدينة المنتفضة، وبعد مرور شهر على انتفاضة المدينة المنسية لم يزرها أي من وزراء الحكومة نصف الملتحية. فقط بعض المزادات من مكاتب بعض الأحزاب السياسية ممن تتحمل المسؤولية فيما تعيشه ساكنة المدينة المهمشة، لأن بعضها ظل في الحكومة طيلة السنوات الـ 12 الماضية، وبعضها مازال يوجد داخل الحكومة وفي نفس الوقت يضع رجله الأخرى مع المعارضة في خطوة انتهازية مفضوحة !
في بداية عهد الملك محمد السادس، أسر أحد المقربين منه إلى مجلة أجنبية بأن العهد الجديد يضع تازة قبل غزة في أولوياته، وذلك في رد سافر على المظاهرات التي كانت تشهدها العديد من المدن المغربية للتضامن مع سكان غزة المحاصرة... اليوم لن يجد منظرو العهد الجديد ما يفاخرون به أمام سكان غزة، ولن يكفيهم القول بأن تازة أحسن من غزة، فما أشبه ما يعيشه اليوم سكان تازة بما عاشه ويعيشه سكان غزة !