نداء من النقيب السابق مصطفى أديب إلى رفاقه في الجيش المغربي
نحن جزء من الشعب المغربي المجيد، ونستطيع أن نبرهن على ذلك في أي وقت ولأيٍّ كان.
رفاقي الأعزاء في القوات المسلحة المغربية:
كما تعلمون، كانت اغلبيتنا قد اختارت الانخراط في الجيش عن قناعة، وأساسا لخدمة الوطن.
لكن وللأسف، مباشرة بعد الانخراط وجدنا أنفسنا جميعا أمام ممارسات ليس هدفها خدمة الوطن، بل على العكس، تسيء إليه وتتعارض مع طموحاتنا و مع قيمنا.
شخصيا، عندما فضحتُ الفساد في الجيش، كان من بين أهدافي أن يستطيع مرؤوسي الحصول على أكل جيد وعلى جميع حقوقهم دون ابتزاز ، فحوكمتُ و دخلتُ السجن بدل الحصول على ترقية. وكان هذا السجن شرفا لي لأن المرؤوسين ازداد تقديرهم نحوي مدى الحياة. واليوم، بعد 12 سنة من حكم محمد السادس، وبصراحة ومسؤولية، ما الذي تغير في المغرب؟ يمكننا أن نرى أن الفقر قد ازداد، و كذلك أن الرشوة قد تفاقمت و معها المحسوبية والفساد، سواء داخل المؤسسة العسكرية أو في الحياة المدنية.
كما أن الفخر بالانتماء الى الجيش تبدد تدريجيا بسبب سوء التدبير من طرف محمد السادس وأفراد بطانته. علينا أن نعترف بلا خداع ولا سذاجة أن الملك لديه كافة السلط لتصحيح هذا الوضع، و إذا كان لم يفعل شيئا خلال هذه السنوات الاثنا عشر الماضية، فليس السبب هو بطانة السوء وحدها ولكن لأنه اقتنع أن مصلحته هو في استمرار نفس الوضع.
علينا أن لا نعطيَ الانطباع بأننا جبناء لأننا لسنا كذلك.
لقد كان أجدادنا شجعاناً وأوفياء عندما استطاعوا إيقاف الجيوش العثمانية على الحدود مع الجزائر دون وجود ملك في جانبهم، أو عندما فتحوا الأندلس، في حين أن طارق بن زياد الذي رافقهم ، قد أحرق جميع السفن إلا واحدة احتفظ بها لنفسه في حالة الهزيمة.
رفاقي،
إن الملك الذي يحترم نفسه سواء في المغرب أو في مكان آخر هو الملك الذي يحترم شعبه أولا. إن ملكا يترك ضباطه وضباط الصف والجنود عرضة للفساد، وتصدر باسمه أحكام مفرطة وتعسفية من طرف محكمة استثنائية ، وهو علاوة على ذلك قد جعل من هذا الجيش الفاسد ركيزة نظامه وحكمه المطلق، سواء في المغرب أو في مكان آخر، هو ملك لا يستحق أي احترام.
كذلك فإن الجنرالات الذين يفرون من ساحة المعركة إلى مكاتبهم الفاخرة، ويقضون أيامهم في سرقة ممتلكات الناس و زرع الرعب وخيبة الأمل بين العسكريين وحتى المواطنين المدنيين، هم جنرالات لا يستحقون الاحترام ولا الطاعة.
رفاقي،
جيشنا لديه عدد كبير من الضباط وضباط الصف والجنود ذوو النزاهة و الكرامة، ولكنهم مستهدَفون دوما من طرف الفاسدين من ذوي الرتب العليا، فأنا أناشدكم أن تضعوا ثقتكم أولا في الشعب المغربي بدل أولئك اللصوص الذين ليس لهم هدفٌ سوى ملء جيوبهم من ثروات هذا الشعب.
إني أناشدكم اليوم، إذا ما اندلعت انتفاضة في المغرب، و أمرَكم الملك أو أحد جنرالاته أن تفتحوا النار على المواطنين، ألا تفعلوا. انتشروا كيفما يأمرونكم ولكن لا تطلقوا الرصاص على عائلاتكم، بل قوموا بحماية النساء المتظاهرات لأنهن أمهاتنا و أخواتنا و بناتنا و زوجاتنا، ولا تطلقوا النار على الشباب فهم إخواننا و أبناءنا و ربما أزواج لبعض النساء من صفوفنا. هؤلاء الشباب هم مستقبلنا وإن قاموا بانتفاضة فالسبب أن النظام الذي يرأسه محمد السادس ، لم يفعل شيئا لأجلهم.
أناشدكم أن لا تطيعوا الأوامر المخالفة لقيمِنا وواجبـِنا في الدفاع عن الشعب المغربي أولاً فلا تخافوا من تهديداتٍ جبانةٍ بالطرد أو الاعتقال أو المثول أمام محكمة عسكرية، لأن تلك الأوامر لا مبرر لها بل إن من سيصدرونها هم الذين سيمثلون أمام المحاكم العسكرية عندما تشتد إرادة الشعب المغربي وتتقوى عزيمته.
إن المرتشين وعددهم كبير في الجهاز المتحكم في الجيش، قد لطخوا سمعتنا كجنود أوفياء و أساؤوا لسمعة الشعب المغربي كله.
لقد حان الوقت لكي يختار الملك معسكره بوضوح :
إما بجانب الشعب فيباشر الإصلاحات الضرورية أو ضد الشعب وفي هذه الحالة لا ينبغي أن يعول على الجيش لأن هذا الأخير منبثق من الشعب.
أما إذا استمر في الانتظار حتى ينفجر الوضع، فمن المؤكد أنه سيكون قد فات الأوان.
رفاقي،
يحيا مغرب الحرية ! يحيا مغرب العدل ! يحيا مغرب الأخوة ! يحيا المغرب !