تدخل همجي لقوات القمع تمنع مسيرة 20 فبراير بالقنيطرة وتخلف أكثر من عشرين مصابا
انسل فجأة أعضاء من حركة 20 فبراير في الساعة الرابعة مساء الأحد ( 22 يناير2012) وسط شارع الرياض متجمعين مقابل صيدلية الرياض (مدام حشاد) ، وماكادت شعارات "عشرين فبراير حركة شعبية " تستقر بهم حتى طوقهم العشرات من قوات التدخل السريع بألوان زيها الزرقاء وأخرى خضراء كما يطوق الخاتم الأصبع ، وانتهت المسيرة المزمع تنظيمها بوقفة سلمية أوقفها تعنيف قوات الأمن إثر قليل من الاحتكاك بعد عزم بعض المتظاهرين الانفلات من طوق الحصار والشروع في السير في مسيرة ، حيث انقضت على المتظاهرين والمتظاهرات أحذية حديدية وهراوات بلاستيكية وذروع مستوردة راسمة لوحة تدخل عنيف متوحش ضد أجساد طرية لم تجد من منفذ أمامها إلا التراجع والهرب في اتجاه شارع الأطلس . وكان حصاد التدخل بالعنف "الرسمي" 24مصابا ضمنهم أربع حالات خطيرة .
لم يتجاوز عدد المتظاهرين حوالي مائة أغلبهم من أعضاء الحركة والتنظيمات الداعمة لها ،بسبب التغيير المفاجئ لنقطة الانطلاق :ساحة بئرانزران المعلن عنها في الدعوة ،و التي عاشت إنزالا أمنيا مكثفا ، لكل أنواع البوليس والأمن بالمدينة . شعارات التظاهرة لم تخرج عن المألوف من شعارات الحركة المتشبة بالطابع السلمي لاحتجاجها والمعلنة لمطالب الحرية والديموقراطية ، و "الكرامة .. عدالة .. حرية" ، الجديد هو إطلالة صور معتقلي الحركة من يافطات حملها أعضاء وسط الوقفة .
والمثير في التدخل بالعنف والضرب والركل لتشتيت المتظاهرين في الوقفة السلمية ، الذي وقع حوالي الرابعة وخمسة وأربعين هو التسرع ، كأن ورقة استعمال العنف والتعنيف كانت أمرا في جيوب عناصر قوات التدخل السريع ، وتنتظر فقط أتفه مبرر للشروع فيه ، فلم تكتف عناصر قوات التدخل بل طارد بعضها المتظاهرين بعد فرارهم ، وأسقط أحدهم عضوا من المتظاهرين قرب مكان التظاهرة وأحاط به 4 أو 5 عناصر وأخدوا ينهالون عليه بالضرب أمام مئات المواطنين الذين كانوا يتابعون التظاهرة ، حتى أعتقد المشاهدون أن هذه اللقطة الهوليودية لن يصمد أمامها الضحية .
لقد أنتصر والي الأمن في تشتيت التظاهرة والتنكيل بالمتظاهرين بواسطة "العنف الرسمي" لكن حركة 20 فبراير القنيطرية نجحت في فضح معنى التظاهر السلمي في ظل دستور 9 مارس تحت مظلة حكومة تقول انها تحمي الحرية -ميدانيا – كما جسدته الهراوات والركلات الحديدية في حق متظاهرين عزل في تظاهرة سلمية . فهل سينتصر عنف السلطة في قتل حركة سلمية أم أنه سيبعث فيها من حيث لا يدري مزيدا من القوة والحياة .
نقلا عن: قنيطرة برس