حركة 20 فبراير- فاس
بيــــان
يعرف المغرب تطورات سياسية هامة تتسم بالوضع الدقيق، فمن جهة استمرار انتفاضة الشعب المغربي التي وصلت إلى مراحل متقدمة، والتي يؤكد من خلالها عزمه على مواصلة درب النضال و التضحية حتى تحقيق كافة مطالبه العادلة و المشروعة. ومن جهة أخرى استمرار النظام القائم في تجاهل مطالب الشعب المغربي، و الاستعاضة عن تحقيقها بتجييشه لجحافل القمع الأسود انسجاما و طبيعته، و توجيهها صوب كل البؤر التي تعرف فعلا نضاليا في محاولة يائسة منه لكبح المد النضالي متجاهلا كون أن الواقع المادي الذي دفع الجماهير للانتفاض لازال قائما، وشنه حملة هوجاء من الاعتقالات السياسية و الاختطافات القسرية في محاولة منه لعزل المناضلين عن الجماهير الشعبية. لتتأكد حقيقة زيف الشعارات الديماغوجية التي يتغنى بها ويطبل لها ومعه خدام عرشه الأوفياء وعلى رأسهم الحكومة الظلامية. من قبيل "حقوق الإنسان" و "الديمقراطية" و "دستور الحريات المتقدمة" و "القطع مع الاعتقالات السياسية و الاختطافات القسرية" و "طي صفحة الماضي" و "الإنصاف و المصالحة" و "انتهاء سنوات الجمر والرصاص" و "العهد الجديد" و "دستور الحريات المتقدمة" و"دستور الحقوق وفصل السلط". لتبقى كلها محاولات ، لتجميل وجهه البشع أمام المجتمع الدولي ، ولإخفاء معالم الجريمة التي يرتكبها النظام ليل نهار، ولخلق "الإجماع" لتمرير مسرحية الانتخابات ، وبالتالي تأثيث بيته الداخلي المتداعي والآهِل للسقوط.
في هذا السياق تأتي المجزرة الشرسة ليوم 20 ماي التي ارتكبها النظام القائم في حق مناضلي و مناضلات حركة 20 فبراير بمدينة فاس، حيث تم تطويق كل المنافذ المؤدية إلى ساحة الحرية (فلورنس) من طرف أجهزة القمع السرية و العلنية، و شن حملة مطاردات هوجاء في حق المناضلين، و اعتقال العديد منهم ليتم إطلاق سراحهم بعدما تعرضوا لشتى أنواع التعذيب و التنكيل ما أدى إلى جروح بليغة استدعت نقل البعض منهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة، كما تعرض البعض منهم لسرقة ممتلكاتهم الخاصة من طرف أجهة القمع، كما تم فرض تطويق قمعي كثيف على محيط جامعة ظهر المهراز لمنع الطلبة من الوصول إلى مكان انطلاق التظاهرة و الذين تعرضوا بدورهم إلى أبشع أشكال التعذيب، لتتحول مدينة فاس في هذا اليوم إلى مسرح للمطاردات الهوليودية تذكرنا بسنوات حضر التجوال التي كان يفرضها المستعمر على أبناء الشعب. لكنه، رغم حدة وقوة القمع التي طالت الجماهير، تبقى عاجزة أمام قناعتهم بالقضية و إيمانهم بحتمية النصر ليعلنوا استمرارهم على درب النضال و المقاومة حتى تحقيق كافة مطالب الشعب المغربي.
و في سياق المخططات التصفوية التي ينهجها النظام اللاديمقراطي بخصوص قضايا الشعب المغربي والتي يستهدف من خلالها القوت اليومي للجماهير الشعبية، يطفوا ملف التشغيل للواجهة باعتبار الشغل أحد الحقوق المقدسة حيث يستحيل أن نتكلم عن كرامة الإنسان خارج حقه في الشغل، غير أن للنظام رأي مختلف حول الموضوع، فهو يعمل جاهدا على تسييد ثقافة الانتقاء و النخبوية التي تنسجم و مصلحته، و التي يحاول من خلالها التهرب من المسؤولية و إلقائها على كاهل أبناء الشعب المضطهَد، غير أن خدعه كلها تنكشف بمجرد اصطدامها بقناعات المناضلين و إيمانهم بحقهم المقدس في الشغل، ليكشف عن وجهه الحقيقي بتوجيهه لجحافل القمع صوب الأشكال و الخطوات النضالية للمعطلين، و هذا ما تأكد مؤخرا، حيث عرف الشكل النضالي الذي قامت به التنسيقية الوطنية للأطر المجازة المعطلة يومه الأربعاء 23 ماي 2012 إلى جانب مناضلي ومناضلات تنسيقية التضامن للمجازين المعطلين وأطر التنسيق الميداني للماستر قمعا شديدا من طرف قوات القمع بكافة تلاوينها ، كانت حصيلته العديد من الإصابات، واعتقال خمسة مناضلين. و كذلك تدخل النظام بهمجية في حق مناضلي الأطر العليا المعطلة يوم الأحد 27 ماي بمدينة الدار البيضاء بعد انتهاء المسيرة الوطنية، لتبقى وصمة عار على جبين النظام القائم، لتنضاف إلى قائمة الجرائم التي يرتكبها في حق الشعب المغربي.
و استمرارا في معركة الشعب المغربي و خاصة معركة المعتقلين السياسيين، الذين يحاول النظام عزلهم عن ميدان الصراع و عن الجماهير باعتقالهم و الزج بهم في غياهب السجون، غير أنهم حولوا المعتقلات لقلاع للنضال لتستمر معركة الأمعاء الفارغة من داخل زنازن الرجعية، و نخص بالذكر المعتقل السياسي مناضل حركة 20 فبراير بتازة عبد الصمد هيدور الذي يواصل الإضراب المفتوح عن الطعام، إلى جانب الرفيقين محمد القشقاشي بفاس و عبد الرحيم التاويل بالقنيطرة الذين يخوضون إضراب عن الطعام لمدة 20 يوم، ليرسموا بتضحياتهم طريق التحرر و الإنعتاق من نير الاضطهاد و الاستغلال الطبقيين. ورغم استمرار النظام القائم في شن حملات الاعتقال الهوجاء(بني بوعياش، آسفي، فاس، الدار البيضاء...) تبقى مسيرة الشعب المغربي مستمرة و ستنتج مناضلين قادرين على تحمل المسؤوليات النضالية، ليحملوا المشعل بعد الشهداء و المعتقلين.
و هذا ما تؤكده معركة الأمعاء الفارغة التي لم تعد مُقتصِرة على المعتقلين السياسيين، حيث دخل ستة عمال بشركة صوبروفيل الفلاحية ببيوكرة اقليم شتوكة أيت باهة في اعتصام مرفوق بإضراب مفتوح عن الطعام منذ26 إبريل 2012 بعدما خاضوا عدة خطوات نضالية جوبهت باللامبالاة من جهة و الوعود الكاذبة من جهة أخرى، لتنضاف إلى سلسلة التضحيات التي تراكم في مسار تحرر الشعب المغربي، و تأتي هذه الخطوة النضالية على أرضية تعرضهم للطرد التعسفي جراء انخراطهم في تأسيس إطار نقابي داخل الشركة سنة 2008، ليتأكد زيف شعار "حرية العمل النقابي"، "الحق في الإضراب" و باقي الشعارات التي تهدف إلى تمويه الرأي العام.
أمام هذا الوضع لا يبقى أمام كل المناضلين الحقيقيين، إلا المزيد من الإرتباط بمصالح الجماهير الشعبية، وإبداع أشكال نضالية تهدف إلى تطوير الفعل النضالي والدفع بمسار التغيير المنشود ببلادنا نحو الأمام، نحو القضاء على أعداء الشعب، وخلق البدائل اللازمة لتجاوز واقع الأزمة والشتات الذي تعرفه الحركات الاحتجاجية.
و في الأخير، وبعد أن نحيي عاليا كل المناضلين الشرفاء، و خاصة المعتقلين السياسيين نعلن كحركة 20 فبراير- فاس ما يلي:
- ادانتنا للقمع الذي تتعرض حركة 20 فبراير و خاصة القمع الذي تعرضنا له يوم 20 ماي.
- ادانتنا للقمع الذي تتعرض له الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب و الأطر العليا المعطلة.
- ادانتنا لحملة الاعتقالات التي يشنها النظام في حق المناضلين .
- مطالبتنا باطلاق سراح كافة المعتقليين السياسيين دون قيد أو شرط.
- تضامننا مع العمال المضربين عن الطعام بشتوكة آيت باهة.
- تهانينا لعائلة المعتقلين السياسيين الذين تم إطلاق سراحهم بالراشيدية.
عاش الشعب المغربي
عاشت حركة 20 فبراير صامدة مناضلة
لا قمع لا إرهاب ما يوقف مسيرة شعب
لا قمع لا إرهاب ما يوقف مسيرة شعب