حوار صحفي اجرته جريدة الباييس مع رئيس الحكومة المغربية عبد الاله بنكيران اثر زيارته الى اسبانيا

الباييس في الاثنين 21 ماي 2012 الساعة 12:34



هذا نص الحوار الذي أجراه رئيس الحكومة عبد الإلاه بنكيران مع صحيفة "الباييس" الإسبانية، والذي تناول خلاله العديد من القضايا من العلاقة مع المؤسسة الملكية وفؤاد عالي الهمة والربيع العربي والصحراء والعلاقة مع الجزائر، كما تمت ترجمته في موقع "ألف بوست".



ما هي حصيلة الحكومة التي ترأسوها بعد مرور ستة أشهر؟

المغرب عاش مثل باقي دول المنطقة "الربيع العربي"، ومن حسن الحظ، المغاربة طالبوا بإصلاحات وليس بالقطيعة. والحديث عن الاستقرار في المغرب هو الحديث عن الملكية، وهي حجر الزاوية التي لا يمكن نهائيا المزاح معها. حزبنا لم يشارك في مسيرات 20 فبراير لأننا اعتبرنا ذلك أمرا خطيرا في وقت كنا نرى كيف كانت تسقط الأنظمة من حولنا. وكان ملكنا شجاعا عندما أعلن يوم 19 مارس عن دستور جديد وانتخابات جديدة. وبفضل هذه الممارسة الشفافة، فحزبنا الذي كان في المعارضة وتعرض لسوء المعاملة من طرف مجموعة مهيمنة كانت ترغب في الاحتفاظ بالسلطة مهما كان الثمن، فاز في الانتخابات.
والآن أنتم في السلطة؟
نحن نسير الحكومة.

أليس الامر سواء؟

ليس الامر سواء ، لدينا جزء من السلطة، لا يوجد في المغرب التعايش كما هو الأمر في فرنسا. جلالة الملك هو رئيس الدولة ونحن نعمل معه، وفق ما ينص عليه الدستور.

أياما قليلة بعد تعيينك رئيسا للحكومة، قام الملك بتعيين فؤاد علي الهمة مستشارا له، وهو رجل لا يوجد بينك وبينه تفاهم ؟

في المغرب، رئيس الحكومة يمتلك سلطة ما، ولكن الملك هو صاحب السلطة العليا. فالملك يتدخل في قرارات رئيس الحكومة ويمكنه اختيار المستشار الذي يرغب فيه. أنا والسيد فؤاد علي الهمة لسنا أعداء، بيننا تنافس ونحاول المحافظة على علاقات طيبة. فمرة ينجح هذا الأمر ومرة اخرى لا . علاقتي بالملك طيبة، فهو لطيف معي وأتمتع بثقته. نحن لسنا ملكية برلمانية والمغاربة لا يهمهم تغيير هذا الوضع. ويحدث الأمر نفسه مع الدين، فهي صلاحيات يتمتع بها جلالة الملك أمير المؤمنين منذ قرون. و هي من المكونات الاساسية للمغرب، في بلد فيه الصحراويون والأمازيغ والعرب...لديهم اتفاق ديني مع الزعيم. في بلدنا ليس هناك اختلاف بين الكنيسة (ترجم المسجد بالكنيسة) والقصر، فالمؤسستان تجتمعان في شخص واحد وهو الملك. فعلى الأوروبيين أن يتخلوا عن مقارنتنا بهم.

على ماذا ركزت الحكومة؟
إرساء أجواء الثقة في المجال الاقتصادي، سوف لن تجد أشخاصا يحتلون الإدارات أو يقتربون من البرلمان لطلب إكراميات، هذا في طريقه للزوال. لقد كنت صريحا معهم (المعطلين) قلت لهم إن من يريد منصبا في الوظيفة العمومية عليه أنه يتقدم للمباراة مثل باقي العالم. كما نرغب في مراجعة قانون الإضراب لتفادي الإضرابات الوحشية وتسهيل عمل رجال الأعمال. في الماضي، كانت الإدارة تعتقد أنها لها الحق في تحقيق الأرباح في المجال الخاص، سنحارب الرشوة، الطريق طويلة ولكننا نسير فيها.

وكيف هو وضع الاقتصاد؟

نتطور بشكل إيجابي. نرغب في أن يدرك رجال الأعمال الإسبان أنه يمكنهم أن يجدوا في المغرب متنفسا. فالحضور الإسباني في المغرب مهم، لا يتعلق الأمر فقط بالشركات وإنما حتى بالمواطنين الإسبان الذين مثلا يعملون في البناء ويحملون معهم خبرتهم. نعتقد أنه في مجال التعاون الثنائي هناك الكثير مما يمكن القيام به، ويجب مراجعة رسوم التسجيل في الجامعات الإسبانية بالنسبة للطلبة المغاربة وتقوية تدريس الإسبانية في بلدنا.

تغيرت المنطقة كثيرا بعد الربيع العربي، هناك أحزاب سياسية ذات توجه اسلامي مماثل لكم إما وصلت للسلطة مثلما حدث في تونس أو قد تصل كما هو الشأن في الجزائر، أي تأثير سيكون لذلك مستقبلا؟

صراحة، لا ندري كيف ستتطور الأمور بيننا وبين الجزائر، أتمنى أن تتحسن الأوضاع وتفتح صفحة جديدة وأن تتخذ الجزائر قرار فتح الحدود التي تستمر مغلقة. العلاقات مع تونس كانت ممتازة والآن أحسن، فهو بلد يتطور نحو الديمقراطية. نعم، الحكومة يترأسها حزب إسلامي، لكن إسلاميي تونس متقدمون حتى علينا نحن. لهم رؤية واضحة للديمقراطية وهذا إيجابي لكل المنطقة. من جانب آخر، هناك حركة أشخاص نحو الجنوب (جنوب المغرب العربي) بعضهم من الأنظمة القديمة (التي سقط في إشارة الى ليبيا) ووجدوا هناك حركات انفصالية، وهذا يهدد منطقة مالي وما جاورها. على الأوروبيين إدراك قيمة استقرار المغرب وأن يدركوا أهمية هذا الامر بالنسبة إلى المنطقة.

في أي نقطة يوجد ملف الصحراء؟

صراحة، اليوم الذي ترغب فيه الجزائر حل نزاع الصحراء سيحل. أنا مقتنع أن الجزائر إذا رغبت في ذلك فسيعرف المشكل طريقه إلى الحل في أيام أو أسابيع. لا أفهم كيف لدينا مع بلد شقيق هذا المشكل الذي يدوم منذ سنوات مع يشكله من هدر للطاقات والموارد بالنسبة للطرفين.
الناس الذين يعيشون في الصحراء يفكرون بطريقة مختلفة؟
نعم، كل واحد يفكر بطريقة خاصة ولا يمكن القول أن جميع الصحراويين يفكرون بالطريقة نفسها.

وماذا عن ملف سبتة ومليلية؟

يجب التفكير بشأن هذا الملف، فهو ليس بالمشكل الذي سنقوم بإيجاد حل له بين عشية وضحاها.